قافلة السعادة من كتاب جعبة الظلام
بقلم: محمد ابراهيم الشقيفي
ليعلم المقبل علينا قبل أن يفر خاسراً فى معركة محسومة، أن كلماتنا خالصة من الشوائب، ومن درن المكر والزخارف. نحن لا نفعل كما تفعل الذئاب، الذين تربوا على مائدة الغدر من أجل تحقيق ريع أو نفع . ولا أجد شىء من الحرج ولا أحاول الإساءة لأحد.
فقد قطعت عهداً مع الله أن لا أكون سبباً في ضيق صدر أم أو بكاء عين طفل، ولا أتاجر قطعاً بآلام الرجال، من أجل أن يصفق لنا بشر غير اسوياء، قد ضاق لهم ذراع ولم يعد لهم باع فى الدنيا ولا متاع، غير أنهم صنفو أنفسهم ضمن قائمة ضعفاء النفوس التي زينتها الاحقاد بقلوب قاسية.
ولم ولن تهون كرامة الأديب عليه ، إياك أن تظن أن يحدث ذلك من أجل حفنة مال ، تبا لمن يعتقد أننا نقتنص الفرص أو نتاجر بالمشاعر أو نتلاعب بأرق الأحاسيس .
ثم تبت يداه لمن تسول له نفسه أن كلماتنا بمثابة سلعة توزن بالقناطر ، ولو كنا فى أمس الحاجة إلى الأموال، فلن يذل لنا ساعد بقدرة الملك المتعال ، وتمر قافلة الحكمة فى سلام والذئاب التي تهزى تفر فوق أشلاء جسام.
من يملك الدليل دون أن يفرغ الحقيقة من فحواها، فليقم فى جرأة ويتحدث أنه أعطانا شيئاً أو أطعمنا كسرة خبز لتحكي عنه الجمل، نحن لا نعزف لحن سخيف ناشز فيما بين سطور تفرغ أوتار القيثارة من معانيها.
رجاءا من المدعي زوراً وبهتانا أن يسرع، يقف على قدم وساق ولا يخشى من شعور الخجل أو أن تصيبني سهام اللعنة والاحتقار، و فى نخوة يقول آنذاك قد استأجرت ضمير الكاتب، هنا ستفقد الكلمة هيبتها ويراها العالم فارغة من هيئتها، ولا يستحق الفاشل لقب المبدع على الإطلاق، فقد أساء الأدب مع النفس، هزم دون مبارزة، وسجن دون محاكمة ولا يستحق العتاب.
أكتب عن الجمال ولا حرج في ذلك، أجبر كل شعور و لست بذلك هالك، أحاول أن أجد عبارة تسعد قلب رجل قد ضاق به الحال ، أو أخرج عجوزاً عالقاً داخل دائرة الوهن، لتكن تلك عطايا القدر، حتي ولو فاح مني عطر المجاملة، فتلك مغامرة فيها سعادة لا مبالغة.
وأخيراً إني أتصدق و تبتسم لأجلكم الكلمات .
الكاتب / محمد ابراهيم الشقيفي