84 عاما
بقلم: احمد مختار
كلما نظرت الى سني اليوم، ابتسم. لم اعد ارى السنوات عبئا ولا الارقام ثقيلة، الثمانون وما بعدها كانت مثل مرآة صافية، ارى فيها نفسي بوضوح لم اعرفه من قبل.
تعلمت ان العمر لا يُقاس بعدد الايام، بل بما نحمله في قلوبنا من رضا وسلام، ما زلت اشعر ان لدي ما اعيشه، وما احكيه، وما انتظره ايضا. لا زلت اتامل في الوجوه، في اللحظات، في تفاصيل الحياة الصغيرة التي لم اكن اراها من قبل.
صرت افهم الصمت اكثر، وارتاح له اكثر، لم اعد استعجل الكلام، فربما بعض الكلمات تحتاج وقتها كي تولد.
اعرف انني وصلت الى عمر يستحق التقدير، لا لانني فقط عشت طويلا، بل لانني عشت بصدق، واحببت كثيرا، وخسرت ايضا، ثم وقفت من جديد.
هذا العمر لم يسرق مني الامل، بل اعطاني نوعا جديدا منه، اهدأ، وانضج، وابعد عن الضجيج.
البياض عندي لم يعد فراغا، بل مساحه راحة، وظل هادئ، ونور خفيف يسكن الروح.
الى من يقرأ، لا تخف من مرور الوقت. فكل يوم يضيف اليك شيئا، ولو لم تشعر به الان.
مع محبتي
احمد مختار.
