الجمهورية الجديدة.. طريق بدأ ولن يتوقف
بقلم: أحمد مختار
حين يتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن المستقبل، لا يتحدث بلغة التمنيات، بل بلغة من يعرف الطريق ويمشيه بثبات. في كلمته الأخيرة بأكاديمية الشرطة، جاءت رسائل الثقة واضحة، تحمل بين سطورها يقينًا عميقًا بأن ما تحقق في مصر خلال السنوات الماضية لم يكن نهاية الرحلة، بل مجرد بدايتها نحو ما يسميه الرئيس “الجمهورية الجديدة”.
الجمهورية الجديدة ليست مشروعًا إنشائيًا ولا شعارًا دعائيًا، بل رؤية متكاملة لدولة تتغير من الجذور، دولة تضع الإنسان في قلب خطتها، وتعيد تعريف علاقتها بالمواطن على أساس من الكفاءة والكرامة والعدل. دولة تعرف ما تريد، وتخطط لما هو قادم، لا تنتظر الظروف بل تصنعها.
حين قال الرئيس “إحنا مش بنسيب حاجة للظروف.. كل حاجة بنحسبها كويس”، لم تكن جملة عابرة، بل إعلان لمنهج إدارة. فالدول التي تعيش بالصدفة لا تصمد، والدول التي تتقدم تعرف أن النجاح لا يأتي بالحظ، بل بالتخطيط والانضباط. هذه هي فلسفة الجمهورية الجديدة، دولة لا تترك مستقبلها للمفاجآت، بل ترسمه بخطوط واضحة وقرارات محسوبة.
السنوات الأخيرة كانت اختبارًا قاسيًا للعالم كله، لكن مصر خرجت من هذا الاختبار أكثر ثقة وصلابة. وسط الأزمات الاقتصادية والسياسية الإقليمية، حافظت الدولة على استقرارها، ومضت في تنفيذ مشروعاتها الكبرى، وكأنها تقول للعالم إن البناء لا يتوقف مهما اشتدت العواصف.
الجمهورية الجديدة ليست مجرد طرق وجسور ومشروعات، بل بناء وعي، وتحديث فكر، وإعادة صياغة لعلاقة المواطن بدولته. المواطن فيها ليس متلقيًا فقط، بل شريكًا في التنمية، ومسؤولًا عن المستقبل بقدر ما هو مستفيد منه.
الرئيس حين يكرر أن “المستقبل أفضل بإذن الله”، لا يقولها على سبيل التفاؤل الخطابي، بل على أساس من الإنجاز الواقعي. فما تحقق من نهضة عمرانية واقتصادية واجتماعية هو نتاج رؤية تمتد لسنوات قادمة، رؤية تؤمن بأن الدولة الحديثة لا تُبنى في يوم، لكنها لا تتوقف يومًا عن البناء.
طريق الجمهورية الجديدة هو طريق طويل، مليء بالتحديات، لكنه الطريق الوحيد الذي يليق بمصر. طريق يسير فيه الحلم جنبًا إلى جنب مع العمل، والإيمان مع الجهد، والطموح مع الصبر. في هذا الطريق لا مكان للمترددين، ولا وقت للشك، لأن البناء لا يحتمل الوقوف.
كل ما تحقق خلال السنوات الماضية ليس سوى البداية، والبداية وحدها كافية لتكشف ملامح ما هو قادم: وطن أكثر عدلًا، واقتصاد أقوى، وإنسان أكثر وعيًا بقيمته ودوره. الجمهورية الجديدة ليست وعدًا، بل واقعًا يتشكل أمام أعيننا، جيلًا بعد جيل.
وفي النهاية، حين يقول الرئيس بثقة إن الدولة قوية ومنظمة وتستطيع التعامل مع أي تحدٍ، فهو لا يبيع الأمل، بل يصف الحقيقة. لأن مصر التي تجاوزت ما هو أصعب، قادرة على أن تمضي في طريقها دون خوف. طريق بدأ ولن يتوقف، لأن الشعوب العظيمة لا تعرف التراجع، بل تعرف فقط كيف تكمل الطريق حتى تصل.
