Nepras ELSalam News

مصر التي لا تخاف

10

مصر التي لا تخاف

بقلم:  أحمد مختار

 

في كل مرة يتحدث فيها الرئيس إلى الشعب، لا تكون كلماته مجرد خطاب رسمي، بل نبض يخرج من قلب قائد يعرف شعبه جيدًا، ويقرأ ملامح القلق في عيونهم قبل أن يتكلم. في كلمته الأخيرة بأكاديمية الشرطة، لم يتحدث بلغة السياسة فقط، بل بلغة الأب الذي يطبطب على كتف أبنائه قائلًا: “ما تقلقوش.. محدش يقدر يعمل أي حاجة مع مصر خالص”. جملة بسيطة، لكنها تختصر تاريخًا من الصمود، وتفتح بابًا واسعًا من الطمأنينة.

مصر لا تخاف، لأنها تعلمت عبر الزمن أن الخطر الحقيقي ليس في الخارج، بل في فقدان الثقة بالداخل. والثقة اليوم واضحة في كل كلمة قالها الرئيس، ثقة في وعي الناس، وفي قوة مؤسسات الدولة، وفي إرادة الحياة التي تسكن هذا الشعب مهما اشتدت عليه الظروف.

الطمأنينة لا تُمنح، بل تُبنى. وما بُني في مصر خلال السنوات الماضية من أمن واستقرار ليس صدفة، بل ثمرة جهد طويل ودفع ثمن كبير من تضحيات رجال الشرطة والجيش، ومن صبر الناس الذين تحملوا الصعاب وهم يؤمنون أن القادم أفضل.

حين قال الرئيس إن الأمن والاستقرار هما الأساس لأي تنمية حقيقية، كان يضع النقطة فوق الحرف الذي طالما تجاهله البعض. لا يمكن أن تُبنى المصانع والجامعات فوق أرض ترتجف خوفًا، ولا يمكن أن يزدهر الاقتصاد في ظل فوضى، ولا يمكن أن يحيا المواطن في كرامة إذا لم يشعر بالأمان. الأمن ليس قيدًا، بل جناح الطمأنينة الذي يتيح للحياة أن تطير.

في لحظة تأمل، يمكننا أن نرى المعنى الأعمق في كلمات الشكر التي قالها الرئيس: “الحمد لله على كل يوم بيعدي بسلام وأمان على بلدنا مصر”. هذه الجملة ليست مجرد شكر، إنها تلخيص لفلسفة حكم ترى أن الإنجاز الحقيقي هو أن تستيقظ كل صباح في وطن آمن، وأن تظل الأعلام مرفوعة دون دخان حروب أو فوضى.

مصر لا تخاف، لأنها تعرف طريقها، ولأنها تمتلك شعبًا لم يتراجع يومًا حين ناداه الوطن. المصري الذي يقف في الطابور، الذي يعمل في صمت، الذي يربي أبناءه على حب الأرض، هو الجندي الأول في معركة الوعي، وهو الحائط الذي تستند إليه الدولة في وجه كل عاصفة.

اليوم، ومع كل تحدٍ جديد، تعود تلك الكلمات لتضيء الطريق: “ما تقلقوش”. ليست تهدئة عابرة، بل يقين نابع من تخطيط واعٍ، ومن دولة تحسب خطواتها ولا تترك الأمور للظروف. مصر اليوم لا تنتظر المعجزات، بل تصنعها، خطوة بخطوة، بإرادة لا تلين.

في النهاية، قد تتغير الظروف، وقد تتبدل الموازين، لكن سيبقى الثابت أن هذه البلاد خُلقت لتبقى، وأنها كلما اشتد عليها الخطر ازداد صلابتها. مصر التي لا تخاف، ليست شعارًا نردده، بل حقيقة نعيشها كل يوم، في عيون جندي على الحدود، وفي أم تدعو لابنها، وفي قائد يطمئن شعبه بأن الغد سيكون أفضل مما مضى.

مصر التي لا تخاف

Leave A Reply

Your email address will not be published.