الإرهاب لا يعرف حدودًا.. والأمن لا يتوقف عند خطوط
بقلم: أحمد مختار
في مسار الحرب ضد الإرهاب، تثبت الأيام أن المعركة واحدة وإن اختلفت الساحات. ما بين المناطق الحدودية النائية وقلب العواصم المزدحمة، تمتد شبكة الأمن المصرية كالنخلة الباسقة – جذورها راسخة في الأرض وفروعها تحمي كل من يستظل بظلها.
العملية الأخيرة التي أُحبطت في المنطقة الحدودية، رغم بعدها الجغرافي، كانت تستهدف في جوهرها كل مصري في أي مكان. هذه هي الطبيعة الدائرية للإرهاب الذي لا يعترف بحدود، كما هي طبيعة الأمن الذي لا يعرف مستحيلاً. الكاميرات الذكية التي ترصد حركة المشبوهين في الصحراء هي نفسها التي تحرس الأحياء السكنية، والرجال الذين يقضون ليالي الشتاء القارسة في المراقبة هم أنفسهم الذين يحموننا في زحام المدن.
لقد كشفت الأحداث الأخيرة عن حقيقتين متلازمتين:
– الأولى: أن الخطر الإرهابي قد يظهر حيث لا يتوقعه أحد
– الثانية: أن أجهزتنا الأمنية تصل إلى حيث لا يتخيل الأعداء
في بولاق الدكرور كما في أقصى الحدود، يعمل رجال الأمن بنفس الكفاءة ونفس الروح. الفارق الوحيد هو أن المواطن في المدينة يرى دوريات الأمن بينما في الصحراء يعمل الأبطال في صمت. لكن النتيجة واحدة: مصر آمنة بفضل من يضحون بكل غالٍ من أجلها.
الدرس المستفاد هنا ليس في الموقع الجغرافي للعملية، بل في استمرارية اليقظة الأمنية التي لا تعرف التوقف. إنها معركة مصير نخوضها جميعاً – أجهزة أمنية ومواطنين – بقلب واحد وإرادة لا تلين.
لأن الأمن ليس مجرد مهنة.. بل هو قضية حياة
ولأن المواطن ليس مجرد متفرج.. بل هو شريك في الحماية
ستظل مصر.. كما أرادها أبناؤها.. واحة أمان في عالم مضطرب.