من قلب الإيمان.. دمك أمل لوطن مُحتاج
كتب: حازم على أدهم
في مشهد يجمع بين الإيمان والواجب الوطني، استضافت كنيسة الشهيد مارجرجس بحمامات القبة ندوة توعوية موسعة للتعريف بأهداف وأهمية المشروع القومي لمشتقات البلازما، الذي تتبناه الدولة المصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية الحيوية، وإنقاذ حياة آلاف المرضى.
مشاركة رسمية رفيعة المستوى
شهدت الندوة حضور عدد من قيادات المشروع ومسؤوليه، في مقدمتهم اللواء طبيب هاني موريس، مدير مركز التبرع بالبلازما بكوبري القبة، الذي أكد خلال كلمته أن المشروع يُعد من المشروعات القومية ذات الأولوية، نظرًا لدوره الحيوي في دعم المنظومة الصحية الوطنية، وتوفير مشتقات البلازما لعلاج أمراض مزمنة وخطيرة مثل نقص المناعة والهيموفيليا والحروق وأمراض الكبد الوبائي.
وأشار اللواء موريس إلى أن المشروع لا يقتصر على التبرع فحسب، بل يشمل سلسلة متكاملة من مراحل التصنيع المحلي والتوزيع العلاجي، بما يُسهم في رفع العبء عن الدولة والمرضى معًا، ويعزز أمنها الصحي والدوائي.
كما شارك في الندوة السيد عمرو سيد، مدير العلاقات العامة للمشروع القومي، الذي استعرض أبرز التحديات التي يواجهها المشروع، والدور المحوري الذي تلعبه التوعية المجتمعية، مؤكدًا أن ما يحدث الآن هو تأسيس لبنية تحتية وطنية تُضاهي النظم العالمية، تستند إلى وعي المواطن المصري وتعاونه.
ومن جانبه، قدّم الأستاذ محمد حسن، مسؤول فريق الدعاية والإعلان الخارجي بالمشروع، عرضًا توعويًا شاملًا حول آليات التواصل الجماهيري، مؤكدًا أن الحملة الإعلامية تعتمد على النزول إلى الشارع، وزيارة دور العبادة، ومراكز الشباب، ومخاطبة وجدان المواطن بلغته المباشرة، بعيدًا عن الأساليب النمطية.
التوعية المباشرة: دمك حياة
تخلّل الندوة تقديمات توعوية مباشرة من فريق التوعية بالمشروع، ضمّت كلًا من يوسف شريف، نداء شعبان، رضا سعد، وحازم أدهم، حيث قاموا بتوضيح خطوات التبرع بالبلازما، والفحوصات المسبقة، وشروط الأهلية، بالإضافة إلى المزايا الصحية والتحفيزية للمتبرع، مثل الفحوصات المجانية والمقابل الرمزي المنتظم.
وأكد الفريق أن التبرع بالبلازما يُعد من أنبل أشكال العطاء الإنساني، حيث لا يُنقذ مريضًا واحدًا فقط، بل يُساهم في علاج عشرات الحالات من خلال مشتقات متعددة تُستخدم في مواقف طبية حرجة، لا بديل لها.
صوت الكنيسة: دعوة صادقة من منبر الإيمان من داخل بيت الله، عبّر الآباء الكهنة بكنيسة مارجرجس عن دعمهم الكامل لهذا المشروع الوطني والإنساني، مؤكدين أن التبرع بالبلازما هو عمل خيري وإنساني سامٍ، بل عبادة حقيقية تُرضي الرب وتُنقذ الإنسان.
وقال أحد القساوسة في كلمته المؤثرة:
“الكنيسة ليست فقط مكانًا للعبادة، بل منبرًا للخير وخدمة الإنسان. وما دام التبرع بالبلازما يُنقذ حياة، فهو عندنا رسالة محبة، وصلاة من نوع آخر تُقدَّم بدم المتبرع لا بكلماته فقط.”
تفاعل شعبي يبعث على الفخر
شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، خاصة من فئة الشباب، الذين بادروا بتسجيل أسمائهم للتبرع في أقرب فرصة، تعبيرًا عن استعدادهم للمشاركة في هذا المشروع النبيل. وعبّر كثيرون عن امتنانهم للمعلومات التي تلقوها خلال اللقاء، والتي غيّرت مفاهيم مغلوطة لديهم حول التبرع بالبلازما.
المشروع القومي.. من التبرع إلى السيادة الدوائية.
ويُعد المشروع القومي لمشتقات البلازما من أبرز المشروعات الاستراتيجية التي تنفذها الدولة المصرية، بتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية، بهدف إنشاء منظومة متكاملة تُغني عن الاستيراد وتؤسس لسيادة دوائية حقيقية، عبر تضافر جهود المواطنين والمؤسسات، الطبية والدينية والمجتمعية.
رسالة الندوة كانت واضحة: من قلب الكنيسة خرج نداء صادق، يحمل في طيّاته الإيمان، والرحمة، والانتماء. فـ”دمك حياة” ليست شعارًا، بل فعل إنساني ووطنـي عظيم، يبدأ من متبرع واعٍ، وينتهي بمريض يُمنح فرصة جديدة للحياة.