Nepras ELSalam News

الميديا وانعكاساتها على الأسرة

36

الميديا وانعكاساتها على الأسرة

بقلم: محمد إبراهيم الشقيفي

عقلية الطفل في مهد التكوين تبحث بفطرتها عن أشكال مختلفة من التنوع ، دون أن تستطيع تأويل ماتراه العين وتستشعره الحواس ، تستمد طاقة شغفها من طابع الفضول المطلق ، تشكل وجدانها من التصور المكتسب ، الذي شكلته المؤثرات البصرية والصوتية ، وهى تشاهد جرم من العفن المنصهر من بوتقة ملعونة.

لقد عصفت الريح رغماً عن أنف تلك الإدارة المشوبة بعيب التجاهل ، هدمت الأكواخ والقصور فوق رؤوس أرباب الأسر ، وهم فى مقتبل خريف لم يكتمل .

لقد سقطت بعض وريقات الأمل فى ابيار الفراغ وماء الورد تعكر صفوه الرائج ، ثم أدى هذا التفكك الأسري إلى البحث عن بدائل العلاقات ، و هلع الصغار نحو الاحتماء فى أحضان فزاعة ميديا الحاضر ، لقد طمس الاعتقال الأعمى لحرية التعبير عن الرأي كل معالم الطريق المتسع ، شوهتها ظلمة التفضيل بين الأبناء والمفاضلة الموحشة وتسلط الرأي وتعنيف أدى إلى إلغاء سرعة البديهة والخوف من المواجهة، أصبح صوت الحق نشاز بعد فتنة إشباع الغرائز عبر الترفيه المقنع .

نعيش في طفرة إلهاء عن الصواب ، حدث ولا حرج أزواج يغامرون أمام مقر القيادة حين تأخذ القرارات المصيرية ، أطفال تتابع التضليل وتتكون عقيدتها من الأخبار الكاذبة ، المجتمع يصنع معادلة غير متزنة تحتاج إلى رجاحة العقل الذي لا يختزل السوء
لوقت الحاجة .

بات الأمر ملح للغوص فى أعماق الدراسات المتبحرة فى العلوم المتعلقة بثقافة الطفل ، و وإعداد دراسة علمية تبحث عن علاقة السوشيال ميديا الوطيدة بمراحل تكوين الشخصية ، خاصة إذا كانت واقعاً بديلاً في ظل غياب الأسرة وانشغالها بمتاعب الحياة المختلفة.

التخصص فى هذا الأمر يعوض النقص المعرفي ، يعالج المعضلة فى معطيات المعادلة حتي نمنع المهازل قبل وقوعها ، وفى هذا الصدد والحراك الذي نتحدث فيه على مضض ، نحن فى أمس الحاجة إلى التعرف على ثقافة الطفل ، توجهنا بعفوية الخجل ، وعقولنا تتصفح إحدى المؤلفات المتخصصة في دراسة كافة الجوانب المتعلقة بزوايا الأسرة، وبدايات الطفولة ومشاعره المبكرة ، وجدنا أنفسنا أمام أيقونة التمكن فى تفسير هذه الظاهرة ، حرصت الدكتوره/ إيمان إبراهيم أحمد مقلد ، صاحبة كتاب المسكوت عنه ، إلى لفت انتباه الأسرة إلى هفوات صغيرة غير مقصودة ، لكنها تسببت فى تصبب عرق المشاعر ،و انتقاص فى لوعة المشاعر ، تحدثت تلك النابغة المصرية ، الحاصلة على ليسانس الآداب قسم الإعلام من جامعة الزقازيق، والمتخصصة تحديداً في ثقافة الطفل ، عن خطورة الواقع الذي نعيشه اليوم وكل يوم ، دون أن نلمس نوعية المخاطر التي يتعرض لها الكيان الأسري وهو على حافة الهاوية.

ركزت كثيراً على ركن المشاهدة المصاحب لوحدة طفل مرفوع عنه القلم ، إيماناً منها بما تقدم وما تعرض ، تحدثت فى كل زوايا المشكلة وضعت يداها ملتصقة بالحل وهى مبصرة متأملة ، طبقت الواقع الافتراضي المدروس على الواقع العملي المحسوس والملموس ، استطاعت كباحثة أن تستنبط الحلول المناسبة من التطبيقات المتعلقة فيما بين سطور بحثها ، التي أهلها للحصول على درجة الماجستير في مجال إعلام وثقافة الطفل عام 2010 من جامعة عين شمس ، والذي يحمل عنواناً مزدوج وكأنها تعانق ناطحات السحاب لتصل إلى ضوء يستعاض به عن سلبيات الميديا ، التي وظفتها الأسر فى إطار يخرج عن الغرض الحقيقي من وراء استخداماتها ، حمل بحثها شرف هذا العنوان الصائب ، أساليب المعاملة الوالدية بالمسلسلات التليفزيونية المصرية واتجاهات الوالدين نحوها ، عنوان متجانس ولائق أحسنت من خلاله القول والتعبير عن حجم الطامة الكبرى ، التي تشبه القنابل الموقوتة ، حين يشاهد الإبن كذب الآباء المبرر ، والميول لطرف على حساب الآخر ، والحرمان من أقل الحقوق المفروضة للأبناء على الآباء ، وفى المقابل نري الحجر والعصيان ، وتتكون لدي الطفل أبشع عقيدة يعتنقها ، وهو يسبح في تيار الإعلام المرئي الذي يثير الجدل لديه ، ثم يصور لجيل جديد أن هذه العائلة التي يشاهد العنف من خلالها هى الصورة المجسمة لكل واقع ، أمر فيه استخفاف بعقلية الطفل.

لذلك استوجب الأمر أن ترسخ أدوات المتخصصين المبادئ والقيم ، ولقد عالج ذاك الصرح الأدبي والثقافي والاجتماعي، الكتاب الذي يعد الرد المناسب للرد على الزوابع التي تشكل تيار مضاد للرد على الأساليب السلبية للمعاملة الأبوية ، وهذا الكتاب الذي يحمل اسم (المسكوت عنه) للدكتوره ايمان الحاصلة على درجة الدكتوراه فى الإعلام وثقافة الطفل عام 2015 من جامعة عين شمس ، قد تناولت أبوابه أرقي أنواع الأساليب الإيجابية المتعلقة بنمط العلاقات الأسرية ، والمتغيرات التي قد تؤثر سلبا عليها ، ولقد ساعدها فى ذلك بل ومكنها من الإمساك بزمام المبادرة ، كونها مدربة معتمدة من قبل جامعة عين شمس فضلاً عن حصولها على البرنامج التدريبي لإعداد القادة ، فمكثت عاكفة غير عاطلة على إيجاد مخرج آمن للطفل الذي يقضي أطول وقت أمام الميديا ليستعيض عن فقدان ما، تحدثت رافضة للانقلاب الأخلاقي عبر الأخبار الكاذبة والشائعات التي تحدث بلبلة مجتمعة.

و الحقيقة تلك الدرة مدير إدارة المنوعات بقناة النيل الدولية منذ سبع سنوات أتت سنابل الخير ، ليست قرينة للمعتاد بمعنى أنها صاحبة فكر استخرج مثل الكنز من جوف لآلئ البحار ، يختلف فحواها عن الآخرين وهي تتحدث بتنوع وجرأة الاستحياء ، رافضة كل بدائل الكتمان للحياة الأسرية ، حظرت من استخدام استراتيجيات الميديا ليس فى تنمية المهارات ، بل من استخدامها كحوار مجتمعي يبيح مطالعة كل حاسد للمسكوت عنه في الحياة الزوجية ، تحدثت عن ثمار الفشل المحض عبر بوابة العالم المتعارف عن بعد ، وكيفية علاج تلك الانعكاسات غير الحميدة ، والحقيقة أنها إمرأة منهجها فلسفة التنمية لكن بقيادة مدرب محترف ، يستطيع أن يفرق بين الصوت والصورة والتعبير الحركي فى الدراما المصرية ،خاصة وأنها متمرسة فى مجال الإخراج التليفزيوني على المستوى الثقافي ولها من الروائع ، رموز ومعادن ومخطوطات نادرة.

لقد شغلها الجمع مابين النقيضين ، ومحاولة التوفيق بين كفتي الحب وحمل راية الاهتمام ، وخروج المسؤول عن رعيته أبناؤه من دائرة الإهمال ، متطرقة إلى الثواب المعنوي والابتعاد عن شتي ألوان الكراهية ، مروراً بكيفية الثبات على الموقف ، حتي لا يفقد الطفل كبرياء هيبته ، ويبقى من خيبته.

شاركت الدكتوره ايمان مقلد ، عضو صالون سعدية العادلي للثقافة وأدب الطفل ، فى مسابقات التحكيم المتعلقة بالطفل وبحوث أدب الطفل ، لم تكن بصمتها قاصرة فى مجال واحد فقط، بل استحوذ عليها وشغفها حبا الوطنية المفرطة ، مما حدا بها إلى استثمار إبداعها فى إخراج الانجازات القومية بقناة النيل الدولية منذ عام 2017 ، إضافة إلى اهتمامها بكيفية إيجاد حلول جذرية ، تكمن في المعالجة الأولية لسلوك طفل ، تمكنت منه ذات يوم ، رعشة الخوف نتيجة لعوامل متداخلة.

وحين نلقي الضوء على الانعكاسات السلبية التي تؤثر على استقرار الأسرة والطفل معا نتيجة جراء الاستخدام المفرط وغير المقنن لوسائل الميديا ، الأمر يحتم إعادة الهيكلة للطبيعة الانفرادية التى سعت إلى إتخاذ قرار البعد ، لكن. المنتجة فنية لبرنامج التوك شو باللغة الفرنسية الدكتوره ايمان مقلد ، استطاعت بعبقرية أهل التخصص إسقاط معايير السلامة النفسية علي شخصية الطفل قبل أن ينجرف إلى ممر لاعودة منه، تحدث انتكاسة تزلزل شخصيته ، وتؤدي إلى تأخره عن سبل الالتحاق بقطار الكبار .

لقد حان الإقبال على تغير مناخ استوطن ثقافة بعد ذنب، تمثل في إهمال الأب وآلام لكافة الجوانب المتعلقة بسلامة الطفل جسدياً وطبييا وتعليميا ، سعت فى أوسط كتابها إلى الإعانة على الإعاشة وعدم الإهانة ، مما يجعلنا نطيل النظر في رسائله ، من خلال التزود بهالة الأمل ، من أجل أن لا يدمن الطفل رؤية اسفاف لا تحمد فى القريب العاجل عقباه.
الكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفي

الميديا وانعكاساتها على الأسرة

Leave A Reply

Your email address will not be published.

Sekabet Sekabet Giriş Asyabahis Asyabahis Giriş