التنوير والتجديد
بقلم المستشار: عبدالكريم مقلد
لا يختلف أحد على تاريخ الحراك الثوري في شتى المجالات الثقافية والفنية والسياسية والاجتماعية وحتى الدينية … والتي بزغت في أواسط القرن العشرين ، فنجد قمم في تلك المجالات أصبحت أسطورة في العصر الحديث في كل مجال من المجالات ، فنجد في الأدب والفكر مثلا طه حسين ونجيب محفوظ وعباس محمود العقاد ويوسف إدريس ….. وغيرهم ، وفي الفنون سيد درويش و محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد فوزي …..وغيرهم ، وفي السياسية زعماء كمصطفى كامل و سعد زغلول ومصطفى النحاس وعبدالناصر والسادات …..وغيرهم ، وفي المجال الديني نجد عمالقة قراء القرآن الكريم الشيخ البنا ومصطفى إسماعيل والحصري وعبدالباسط …..وغيرهم ، والكثير والكثير من الشخصيات التي أثرت الحراك الفكري في المجتمع المصري والمحيط العربي الذي امتد اثر وجود هذا الحراك مع تباطئه حتى نهاية القرن العشرين بمن بقى من روافد هذا الجيل العظيم.
وعند النظر والدراسة لتلك الفترة نجد عدد من العوامل ساهم في بناء هذا الحراك الفكري والثقافي الراقي ، والذي نهضت تلابيبه مع بعضها البعض ، ومن أهمها الشعور بالمسئولية في مواجهة الاستعمار وكان لذلك عاملان في تقييم الأمر.
العامل الأول هو تحدي الذات قبل تحدي المستعمر للإبقاء على تراث الأمة وهو الأمر الذي دعى إلى التطوير والتجديد في شتى المجالات بروح مصرية وهو ما ولد مصابيح الحفاظ على الهوية المصرية والعربية.
العامل الثاني هو الانفتاح على ثقافة الغرب واستيراد ما أبى الغرب تصديره من أسباب التفوق والنجاح
وكان من أهم الشخصيات وأبرزها ومن أوائل من ساهم في زراعة هذه الشجرة والتي تولدت منها هذا الجيل العظيم بمختلف ألوانها كان الإمام المجدد محمد عبده في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين والذي تشكلت شخصيته وعلمه بما نسجته الظروف السياسية والاجتماعية والنزعة الوطنية والنشأة الدينية….
فالظروف وإن حلكت فقد تكون بيئة مناسبة لبث روح التجديد والتنوير خاصة في المجال الفكري والثقافي وهذا ما نحتاجه مع ما يتناسب مع ظروف ومفردات عصرنا والتحديات التي تواجهها الأمة المصرية والعربية حتى نستطيع صنع عقول تصنع لنا التاريخ الحضاري في شتى المجالات ….
Comments are closed.