الهوية المصرية وصراع الصهيونية
بقلم المستشار: عبدالكريم مقلد
فحتى نعرف معنى الهوية لابد من معرفة معنى الهوية الحضارية التاريخية وهي شهادة نسب الوجود الإنساني لأرض جذوره ، والتي تولدت نتيجة تفاعله مع البيئة المحيطة به ، سواء كانت هذه التفاعلات مع مفردات الإبداع الإلهي من مكونات الأرض وقوانين الطبيعة ، أو من مفردات ابتداع الكيان الإنساني المادي أو المعنوي صدقت في مبتغاها أو نكست في مقاصدها ، وبقيت كأثر دال على التفاعلات الإنسانية للإسلاف مع محيط وجوده ، وتوارثتها أجيال النسب مع مرور العصور ، فمن لم يعلم تاريخيه لا يعلم حاضره ولا مستقبله ، وحتى نعلم خطورة هوية مسارات التاريخ ، يكفى من شهادة الواقع كذب انتماء الكيان الصهيوني للأراضي العربية وقد زرعوا أنفسهم بحجة تاريخية ودينية واهية.
فلم لم يعرف صحيح تاريخه وثوابت دينه فقد عرض أرضه وتاريخه للاستباحة المادية والمعنوية، وإذا رجعنا لعمق التاريخ لوجدنا أن الفكر الصهيوني ليس مجرد وليد القرن الماضي، بل نجده متأصل بإختلاف صوره وأسمائه منذ عهد سامري بني إسرائيل، ومتجدد في أطياف وأشكال مختلفة إلى عصرنا هذا، وبعد أن كانت تلك الاطياف والمسميات يشملها الغموض مثل الصهيونية والماسونية وعبدة الشيطان أصبحوا اليوم في علن المباهاة بهذه الانتماءات الشيطانية، والتي لا تعادي العرب او الإسلام وحده ، بل تعادي كل أشكال الاتصال بمدد السماء سواء كان الإسلام أو المسيحية أو حتى اليهودية ، ونلامس ذلك في مصارعة هذا التيار الشيطاني للكنيسة الغربية في أوروبا وفصل سلطتها عن المدنية الاجتماعية منذ أكثر من قرن ، وبغض النظر عن ممارسات السلطة الدينية في ذلك الوقت ، إلا أنها كانت حاجرا فاصلا عن العلمانية والتحرر الأخلاقي والديني.
وحتى نعلم عظمة الأمة المصرية ، والتي بلورت معنى النسيج الواحد ، والغايات المتصلة بوحدة الشرائع في مبعثها ، في ظل تمسك الازهر الشريف والكنيسة المصرية بتلابيب حبل السماء ومد الجذور التي وحدت الاعراف والتقاليد لعموم الشعب المصري ،وقد استعصت تلك الاصالة الدينية المصرية على شياطين الصهيونية والماسونية بمنعت الاختراق ، وما ذلك إلا لمناعة صحية سليمة في عقيدة المصريين مسلمين كانوا أو مسيحيين.
لذلك لن يخلو زمان قائم إلا وسهام الحرب موجهة إلى رموز الأمة المصرية وعلى رأسهم الأزهر الشريف والكنيسة المصرية واللذان يرمزان الى معاقل وحدة الأمة المصرية بل والعربية في اوسط وأنور صورها السمحاء ، ولن يستطيعوا إليها سبيلا بمدد حفظ الله ورعايته.
Comments are closed.