الإرهاب الحديث بين العنف واللا عنف
بقلم: عمرو مصطفى
منذ أن ظهر مصطلح الإرهاب واختلفت الأراء حول المفهوم الصحيح أو توضيح لمعانى الإرهاب ،وسبل الحد أو المواجهة له ، اختلفنا جميعا واتفقنا على أنه أسلوب عنف وحكر وحجر على فصيل ما، وفرض رؤيا أو مصلحة أو نظام أو مبدأ أو عقيدة حتى وإن كانت متطرفة مختلفة من فصيل عن الآخر بالعنف وفرضها بالقوة.
ومع السنوات القليلة الماضية بعد 2021 بدأ ظهور السيطرة على العقول والأفكار وتوجهها بشكل علني وقوي باستخدام الوسائل التكنولوجيا الحديثة، وأدوات التواصل الاجتماعية العديدة، والتى أصبحت أدوات لأجهزة وإدارات دولية للسيطرة والتوجيه وتنفيذ مخططات كبيرة قصيرة وطويلة الأمد على الشعوب والأمم وأصحاب العقائد والأسس من المناطق القديمة فى العالم .
والعنف المسلح أصبح المرحلة الأخيرة أو السيطرة الأخيرة بعد مراحل متعددة من الأدوات والتي نتحدث عنها وهو العنف باللا عنف كإرهاب نفسي ومعنوي يكسر كافة دفاعات المجتمع أو الدولة التى تكون مستهدفة ،ومنذ أحداث حرب الخليج الأولى رصدنا تطبيق فعلي لكل الأدوات التى تمكن اللاعنف والإرهاب النفسي والمعنوي بشكل كامل والذي ترتب عليه دراسات وأبحاث كثيرة لتطويره وتحديث طرق وفاعليات تطبيقية على كل فئة أو مجتمع أو شعب على حسب ثقافته وعقيدة وتماسكه المجتمعي ونسيجه الطائفي .
ومن هنا نجد أن أدوات التواصل الاجتماعي أصبحت سلاحا قويا جدا يضع مفاهيم وخرائط للحروب الحديث ويبشر بالنتائج التى كانت فى الماضي لا ترى إلا بزرع عملاء أو نتائج على الأرض بعد معارك محدودة وطويلة .
والإرهاب النفسي والمعنوي هو السلاح الحديث القديم والحالي للأجهزة والجيوش والدول وتطورت كثيرا جدا بالمعطيات التي يسجلها منفذها على حسب دفاعات من توجه له وتوضع لها ميزانيات ضخمة لتقليل الخسائر البشرية والمعدات وهذا المبدأ هو للدول والكيانات أصحاب الميزانيات الضخمة والتي تجعل الخسائر المادية هى الفضلى عن البشرية والمعدات .
التوجيه النفسي والمعنوي الآن هو الخطر الأكبر على أية دولة أو مجتمع أو أمة، وهنا يفندها على حسب الخريطة العالمية فهناك أمم أو دول أو طوائف أو مجتمعات فلكل كيان منهم أدوات خاصة تستخدم له وتعطي معطيات ونتائج مختلفة ، ولنا فى العراق وسوريا وليبيا وفلسطين ولبنان خير مثال لأنهم المثال الواقع والحالي بمنطقة الشرق الأوسط وحقل تجارب لكل الأدوات من أسلحة ومعدات وأبحاث وورقات عمل تقوم عليها أجهزة ودول لفرض مخططها وأهدافها المرجوة والمطلوبة .
Comments are closed.