لحظات التأمل الهادئة
بقلم: أحمد مختار
في لحظات التأمل الهادئة، وسط انحسار وتدفق المد المتغير للحياة، كثيرا ما يجد نفسه مستهلكًا للحاجة إلى إعادة التواصل مع الأصدقاء الذين فقدهم طوال الطريق. كان للزمن طريقة بعثرهم كأوراق الريح، كل واحد ينجرف أبعد وأبعد من قبضته حتى ضاعت لتيارات الحياة.
ولكن وسط صخب الوجود اليومي، ظل غيابهم مثل الشبح، تذكير صامت بالروابط التي ربطت بينهما ذات مرة. كان يتوق لسماع ضحكاتهم مرة أخرى، لمشاركة القصص والتذكير بالأيام التي مضت، للاستمتاع بدفء صحبتهم مرة أخرى.
ومع ذلك، كان هناك تردد – خوف من أن يكون قد مر الكثير من الوقت، وأنهم قد انجرفوا بعيداً جدًا عن بعضنا البعض لإعادة التواصل حقًا. لكن في أعماقه، كان يعرف أن الصداقة الحقيقية خالدة، وأن الروابط التي تم تكوينها في بوتقة الشباب يمكن أن تصمد أمام اختبار الزمن.
وهكذا، بعزم ولد من الشوق والعزيمة، انطلق في رحلة للعثور على أصدقائه المفقودين. كانت كل خطوة شهادة على قوة التواصل البشري، وإعلان التزامه بإشعال نيران الصداقة التي ظلت خاملة لفترة طويلة.
وعلى الرغم من أن الطريق أمامنا قد يكون طويلًا وغير مؤكدًا، فقد علم أن إمكانية لم الشمل مع أصدقائه المفقودين تملأه شعورًا بالأمل والترقب. لأنه وجد في ضحكتهم وصداقتهم العزاء، تذكيرًا بأن الحياة مهما أخذتنا تدوم أواصر الصداقة.
Comments are closed.