المرأة لا تكذب
بقلم: أحمد مختار
المرأة لا تكذب فهاهى علامات الإرهاق تعلو وجهها تحولت إلى جزء من ملامحها فلا فرار فإن رحلة بحثها عن السعادة و الراحة أدخلتها فى دائرة من الأعمال الشاقة المضنية ما بين الأطفال و المدارس و العمل و المهام المنزلية التى لا تنتهى و كانت تنظر إلى نفسها بحثا عن ما فقدته مع الزمن و ما سرقته منها الأيام أستشهد الوالد فى حرب فلسطين عام ١٩٤٨ م فى المعركة التى دارت حول مدينة يافا و تركنى و أنا إبن ست سنوات و أخى إبن ثلاث سنوات و أصبحت هى الأم و الأب فكانت روحها قادرة و جسدها حزين كانت روحها فرحة و جسدها واهن كانت روحها تريد و جسدها زاهد كانت روحها منتظرة و جسدها خائر مستسلم فالانسان هو إبن الموت مهما طال به العمر و مهما عاند أقداره و مهما رغب بالخلود.
مهما تمسك بأسباب الحياة ماتت أمى و اليوم الذكرى السنوية الثالثة عشر لوفاة أمى رحمة الله عليها واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة يارب العالمين و إنا لله وإنا إليه راجعون فعندما تتوفى الأم تنتهى حياة الطفولة كما يقال يظل الرجل طفلا حتى تموت أمه و لكن ماذا إن كان ذلك الطفل المخبأ فى جسد رجل غير مستعد للخروج إلى هذا العالم وحيدا بعد أن تعود على مرافقة أمه دائما هذا العالم الذى تحول بين الأمس و اليوم بين الحياة و الموت بين اللقاء و الفراق تحول من عالم دافئ حنون مشرق بابتسامة.
الأم إلى عالم مظلم حزين حضنه بارد كالثلج ففقدان الأم هى فاجعة للأبناء و هى من أسوأ ما قد يحدث للإنسان فبفقدها فقدت الحب و الحنان و الأمان و أغلق أمامى باب من أبواب الجنة رحمك الله و أكرم نزلك يا ااااااااااا أمى و اصطفاك الله حيث يصطفى خيرة خلقه و هذا عزائى على ألقاك فى جنات النعيم قريبا إن شاء الله فمن يوم رحيلك أصبح الحزن بسمتى و ذكراك أصبحت كل دنيتى و إيمانى بالله و باليوم الآخر سبب لصبرى و إنا لله وإنا إليه راجعون عظم الله اجركم أحمد مختار.
Comments are closed.