كتب / حسان الطيار
يتردد بين الحين والآخر، وينقل عن البعض، أن قبر سيدنا عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه موجود في الأردن، وهذا قول باطل لا أصل له
فالثابت، أن سيدنا عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه كانت وفاته في المدينة المنورة عام ٣٢ وقيل سنة ٣١هـ والأول أشهر، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وَقيل أنه عاش ثمانياً وسبعين، وَقيل خمساً وسبعين، وصلَّى عليه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، ويقال سيدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه وأرضاه، وكان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وكرم وجهه يقول في جنازته: “أَذْهَبُ عَنْكَ ابْنَ عَوْفٍ، فَقَدْ أَدْرَكْتَ صَفْوَهَا وَسَبَقْتَ رَنْقَهَا.”، وكان سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه فيمن حمل جنازته فكان ممسكًا بقائمتي السرير وهو تحته يقول: “واجبلاه.” ورُوِى أنه أُغمي عليه قبل وفاته، ودفن في بقيع الغرقد في المدينة المنورة. وممن أثبت ذلك ابن كثير في (البداية والنهاية)، وابن الأثير في (الكامل في التاريخ)، وأبوجعفر الطبري في تاريخ، وغيرهم الكثير من المؤرخين، والقول بخلاف ذلك يجانب الحق.
لذا، فإن الأمل معقود في الجميع -ونحسن الظن في عباده- أن يتوخى الجميع الدقة في نقل المعلومة، لاسيما ما هو ثابت في أمهات الكتب، قبل أن يقوموا بنشر معلومات تحيد عن الحق.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
Comments are closed.